أكد النقيب إبراهيم تراوري قائد المجلس العسكري الخاص بدولة بوركينافاسو بأن بلاده لا تسعى أبدًا لقطع علاقاتها الدبلوماسية مع القوات الفرنسية بل فهي تسعي إلى إبقاء العلاقات معها كما هي ولكن تطالبها أيضًا بانسحابها من البلاد في نفس الوقت، بالإضافة إلى نفيه لتواجد القوات الروسية في بوركينا فاسو أيضًا.
وقال إبراهيم في إحدى المقابلات التلفزيونية: بأنه لا يرغب في قطعه للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين وأن بلده لاتحقد على أي دولة، بينما كانت حكومية بوركينافاسو الإنتقالية في الشهر الماضي تطالب القوات الفرنسية بشكل رسمي بالانسحاب من أراضيها، وذلك بعد نشوب الحروب الأهلية في منطقة الشمال الشرقي من العاصمة ومنطقة اجادوجو المتواجدة بها السفارة الفرنسية.
وتم اتهام المتظاهرين من قبل القوات الفرنسية بأنهم مجموعة من الأشخاص المتواطئين مع القوات الروسية تسعى إلى تهديد نفوذ القوات في البلاد، ونفى قائد الحكومة العسكرية في بوركينا فاسو بدوره هذه التصريحات بقوله بأنه لا توجد أي مرتزقة في البلاد تعمل لصالح القوات الروسية، على خلاف قيام المجلس العسكري بتوطيد قيادته مع موسكو.
اقرأ أيضًا: معلومات عامة عن دولة المغرب
Contents
بعد رفضها لسحب قواتها من البلاد فرنسا تستنجد بسفيرها في بوركينا فاسو
أعلنت القوات الفرنسية اليوم لوسائل الإعلام بقرارها في استدعاء سفيرها الفرنسي لدى بوركينا فاسو بهدف إجراء مشاورات بينها وبين الحكومة في بوركينا فاسو، بعد إعلان الدولة الافريقية برغبتها في انسحاب القوات الفرنسية من البلاد في غضون شهر.
إقرأ أيضا:أقوى 20 عملة في العالم 2023
خطة غير مسبوقة تكشفها حكومية بوركينافاسو
أعلنت الحكومة الانتقالية في بوركينا فاسو بتدنيشها لحملة مكون من خمسين ألف متطوع لكي يساعدوا الجيش في القتال ضد القوات الفرنسية المتواجدة في البلاد بهدف التخلص منهم.
ما هي أسباب إعلان بوركينا فاسو طرد القوات الفرنسية؟
في الفترات الأخيرة بدأت تصرح الحكومة الانتقالية في بوركينا فاسو لوسائل الإعلام برغبتها في التخلص من القوات الفرنسية خلال شهر واحد، وكان ذلك مخالفًا للاتفاق العسكري الذي عقد بين فرنسا وبوركينا فاسو والذي ينص على السماح بتواجد القوات الفرنسية في مدينة اجادوجو، بالرغم من رفض اجادوجو لهذا القرار موضحه بأنها لم يصلها أي خبر حول هذا الاتفاق بشكل رسمي.
ويشير هذا الاتفاق العسكري إلى زيادة تفاقم المشكلة بين فرنسا وبين منطقة الساحل التي تعتبرها فرنسا جزء منها ومنطقة تفرد نفوذها عليها، إلا أن فرنسا بدأت في الفترات الأخيرة تفقد نفوذها على هذه المنطقة بعدما بدأت بوركينا فاسو فرنسا بسحب قواتها من منطقة الساحل.
حالة من التوتر المتصاعد بين اجادوجو وباريس
تسبب قرار حكومية بوركينافاسو في إحداث حالة من التوتر بين باريس واجادوجو في الفترات الأخيرة، حيث بدأت يتسبب هذا التوتر في إحداث انقلاب عسكري في البلاد ومع استمرار حالة التوتر أدى ذلك إلى إحداث انقلاب ثاني على يد النقيب إبراهيم تراوري رئيس الحكومة الانتقالية.
إقرأ أيضا:أفضل وسيط مالي لتداول الفوركس في العالماقرأ أيضًا: أقوى 20 عملة في العالم 2023
ومع زيادة عدم رغبة الشعب في عدم تواجد القوات الفرنسية في البلاد تسبب ذلك في حدوث تظاهرات شعبية تناهض ضد الاحتلال الفرنسي، حيث بدأت القوات الشعبية المناهضة ضد القوات الفرنسية في مهاجمتها للسفارة الفرنسية المتواجدة في منطقة اجادوجو، مما ترتب على ذلك توجيه السفارة الفرنسية إتهامات ضد الحكومة الإنتقالية في عدم توفيرها الحماية الكافية للسفارة الفرنسية في اجادوجو.
وتسببت التصريحات التي قام السفير الفرنسي بتوجيهها تجاه الحكومة لدى بوركينا فاسو في تصعيد حالة التوتر داخل البلاد وبدأ يحفز ذلك الحكومة الانتقالية بمطالبتها بإقالة السفير الفرنسي في ديسمبر 2022، خاصةً بعد نشوب حالات إرهابية بين الأهالي في البلاد، وبدأت حكومية بوركينافاسو بالقائها القبض على فرنسيين يقومون بالتجسس على البلاد ويعملون على نقل معلومات خاصة بأمن البلاد.
وبدأت القوات الفرنسية تواجه مجموعة مختلفة من النخب العسكرية التي تسعى إلى السلطة في مناطق الساحل مثل: بوركينا فاسو و مالي وغينيا، وبالتالي أدى ذلك إلى فقدانها لحلفائها التقليديين مثل: ابراهيم كيتا والرئيس التشادي السابق إدريس ديبي، وأصبح التقارب مع هؤلاء الحلفاء التقلديين معدوم وذلك بسبب رفض الحكومات العسكرية الجديدة لحدوث أي مقاربة بينها وبين القوات الفرنسية خاصةً في دولة الساحل، مما دفع ذلك إلى دفع القوات الفرنسية لإيجاد بديل عن هؤلاء الحلفاء.
إقرأ أيضا:أفضل العملات الرقمية للتخزين 2025
ويبدو أن مناطق الساحل تشهد تغير استراتيجي كبير فيما يتعلق بالأدوار الدولية، حيث يقابل إنسحاب القوات الفرنسية من مناطق الساحل وجود رغبة من القوات الروسية بفرض سيطرتها على هذه المناطق، ولذلك بدأت تشهد هذه الحركة لدى الغرب بأنها عبارة عن انقلاب عسكري، بالإضافة إلى رفض الشعوب الأفريقية لكافة النفوذ الفرنسية ومطالبتها بالانسحاب وسعيها بالاستعانة بالروس بدلاً منهم.
بوركينا فاسو تعلن الانتهاء بشكل رسمي من قوة سابر الفرنسية
أعلن إبراهيم تراوري رئيس أركان الجيش في بوركينا فاسو في إعلان رسمي بانتهاء قوة سابر الفرنسية على أراضيها يوم السبت بعد ثلاثة أسابيع من إلغاء الحكومة الانتقالية الاتفاقيات بينها وبين باريس بعد إعطاء القوات مهلة شهر لمغادرة البلاد بعد أن أكدت الحكومة في بوركينا فاسو بأنها لا ترغب في قطع العلاقات الدبلوماسية بينها وبين فرنسا.
أسباب رغبة بوركينا فاسو في طرد القوات الفرنسية من بلادها
لم تكن رغبة بوركينا فاسو في طرد القوات الفرنسية من بلادها وليدة اللحظة بل كانت هذه الرغبة تحمل بداخلها الكثير من الأسباب، والتي تتمثل في:
رغبة القوات الفرنسية في السيطرة على البلاد
بدا يدرك الجيش العسكري برغبة فرنسا في فرض سيطرتها على البلاد بشكل تام، وذلك عن طريق قيامها بنشر قواتها في كافة أرجاء البلاد مما تسبب ذلك في الضغط على السلطة الحاكمة للدولة بهدف تحقيق كافة رغبات الفرنسيين.
شعور الشعب بالاستياء تجاه القوات الفرنسية
في الفترات الأخيرة بدأ يتنامى الشعور بالياس تجاه القوات الفرنسية مما تسبب ذلك في اندلاع الكثير من التظاهرات الشعبية التي تطالب بطرد القوات الفرنسية من بلادها، حيث قام بعض المتظاهرين برفع الإعلام الروسية التي تحرص على توطيد العلاقات مع موسكو وترفض تواجد الفرنسيين في بوركينا فاسو.
فقدان الثقة في فرنسا
لم بعد الشعب يري فرنسا بأنها المنقذ لدول الساحل خاصةً بعد فشلها في القضاء على الإرهاب المتواجد في هذه المناطق، وهذا ما قد صرح به رئيس الوزراء البوركيني بأن فرنسا لم تكن وفية للتخلص من الإرهاب في شمال البلاد
تحييد الضغوط الفرنسية
تسعى الحكومة الانتقالية في بوركينا فاسو في الاستفادة من التقارب المتواجد بينها وبين مالي وفي استغلال التقاطع المتواجد بين مالي وفرنسا في إحداث مجموعة من التغيرات في النصوص المتواجدة بينها وبين فرنسا.
إخفاق المقاربة الأمنية الفرنسية
أدرك العسكريين المتواجدين في السلطة الحاكمة لبوركينا فاسو فشل القوات الفرنسية في حماية منطقة الساحل في محاربة الإرهاب، وهذا ما تسبب في سخط الأنظمة الحاكمة على القوات الفرنسية، وبالتالي تتسبب ذلك في إخفاق المقاربة الأمنية الفرنسية.
الرغبة في تنويع الشركاء الدوليين
بدات تسعى الحكومة في بوركينا فاسو في التخلص من النفوذ الفرنسية التي تسعى في السيطرة على مناطق الساحل، والبحث عن حليف آخر يمكنها الاستفادة منه في مكافحة الإرهاب، وقد نجحت في ذلك عن طريق قيامها بالتحالف مع موسكو.